سرّ مرض السكري

إنّ السرّ في مرض السكري كامنٌ في تعريفه، فالبحث في هذا المرض يوقع المرء في حيرةٍ مطلقةٍ من أمره. فعند النظر في التعريف السائد للسكري، عادةً ما يوصَف بكونه حالةً من فرط سكر الدم. الأمر الذي يسبّب ضرراً بالغاً للشرايين الكبيرة، وخاصةً في القلب، والشعيرات الدموية الصغيرة في العين والكلى. وهنا تكمن خطورة مرض السكري، فقد يؤثّر على الأعصاب، ويؤدّي إلى مضاعفاتٍ كالإصابة باعتلال الأعصاب المحيطة، وهي الأعصاب الموجودة في باطن الكفَّين والقدمَين. وينتج عن ذلك الشعور بالخَدَر والألم، وفي بعض الأحيان، شعورٌ بحرقةٍ في الأصابع. لكن ما الذي يسبّب فرط سكر الدم؟ وما علاقة كل ذلك بالإنسولين؟

مرض السكري

علاقة فرط سكر الدم بالإنسولين

ينتج فرط سكر الدم عن نقص الإنسولين أو تراجع مستوياته، نظراً لأنه الهرمون المتحكّم في سكر الدم. فعندما لا يتدخّل الإنسولين للتحكّم في سكر الدم وخفضه، عندها ترتفع نسبة السكر في الدم أكثر وأكثر، وينجم عن ذلك مرض السكري.

ما الذي يتحكّم في الإنسولين؟

يتحكم البنكرياس في الإنسولين، إذ ينتجه عن طريق خلايا بيتا. ثمّ يمرّ الإنسولين بعد ذلك عبر الدم، ويتّصل ببعض المستقبلات لتفعيل مهمّة خفض سكر الدم.

ما سبب انخفاض مستويات الإنسولين؟

يُعزى نقص الإنسولين إما إلى تراجع إنتاجه من البنكرياس أو توقّف مستقبلاته، أي مقاومة المستقبلات للإنسولين، كما الحال في مقاومة الإنسولين. وبهذا فإن سبب انخفاض مستوى الإنسولين يعود إما إلى مقاومة الإنسولين أو عجز البنكرياس عن إفراز الإنسولين.

الإنسولين

فرط إنسولين الدم التعويضي

يحدث فرط إنسولين الدم التعويضي عندما تبدأ مقاومة الخلايا للإنسولين، فيحاول البنكرياس تعويض ذلك عن طريق إنتاج المزيد من الإنسولين، وبهذا يستمرّ في وظيفته بخفض سكر الدم إلى حدٍّ ما.

فبعد حدوث مقاومة الإنسولين، يعوّض البنكرياس عن ذلك بإنتاج المزيد من الإنسولين، ولهذا يوصف بالتعويضي. ولكن بعد مدّةٍ من الزمن، يتسبّب فرط إنسولين الدم التعويضي في حدوث خللٍ في خلايا بيتا في البنكرياس، فتتوقّف قدرة البنكرياس على التعويض. الأمر الذي يؤدّي إلى انخفاض مستوى الإنسولين انخفاضاً كبيراً، وبالتالي تخرج مستويات السكر في الدم عن السيطرة، وتأخذ في الارتفاع أكثر فأكثر.

أسباب حدوث فرط إنسولين الدم

عند البحث عن ارتفاع الإنسولين وفرط إنسولين الدم في ويكيبيديا، نجد أنه يُعزى إلى أسبابٍ عديدة من بينها الإصابة ببعض الأمراض. ومن هذه الأسباب:

كما تورد ويكيبيديا سبباً إضافيّاً آخر للإصابة بفرط إنسولين الدم، ولكن دون توكيدٍ عليه من أيّ نوع، ألا وهو السكر المضاف. وهذا يدفع بالشخص العادي الذي لا يعلم بالصلة الوثيقة بين تناول السكر والإصابة بالسكري، إلى صرف انتباهه إلى الأمراض المذكورة، كالسرطان أو متلازمة تكيّس المبايض مثلاً. وبهذا، فهو يركّز على احتمالٍ نادر الحدوث، ويُغفِل السبب الأساسي الذي يتمثّل بتناول السكر المضاف.

شاهد أيضاً : هل يجب على مرضى السكري حقاً الإكثار من الكربوهيدرات؟

الحمية الغذائية لمرضى السكري

نظراً لأن الكربوهيدرات هي أكثر ما يحفّز الإنسولين، يجب الحدّ من تناول الكربوهيدرات، بخفض كميتها إلى أقل من 50 جم يومياً، بغيةَ التحكّم في فرط إنسولين الدم. ويفضّل ألا تتجاوز كمية الكربوهيدرات المستهلكة يومياً 20 جم.

كما يجب أن يشتمل النظام الغذائي لمرضى السكري على مزيجٍ من المكونات الغنيّة بالمغذّيات ومنخفضة الكربوهيدرات. بما في ذلك الخضار غير النشوية والأطعمة البروتينية والدهون الصحية للقلب. ويمكن أيضاً تضمين الأطعمة الأخرى الغنية بالألياف، والتي تحتوي على كميةٍ معتدلةٍ من الكربوهيدرات، مثل المكسرات والبذور بكمياتٍ محدودةٍ.

بعض النصائح السيئة التي يتلقّاها مرضى السكري

غالباً ما ينصح الأطباء مرضى السكري بزيادة الجرعة الدوائية من الميتفورمين كي تتناسب مع الكمية المتزايدة للكربوهيدرات، فهم يقولون إنّه لا حاجة للحدّ النهائي من تناول الكربوهيدرات لدى أغلب مرضى السكري. وهذه حتماً نصيحة سيئة.

ويوصي الأطباء مرضى السكري كذلك بإضافة القرفة مع السكر مثلاً إلى خبز التوست. ويشيرون إلى أهمية التخفيف من الكربوهيدرات البسيطة كالسكر –لا الحدّ منها نهائياً– والاستعاضة عنها بالحبوب الكاملة، مع أنّ الحبوب الكاملة هي في الأساس كربوهيدرات. كما يوصون بالتخفيف من تناول البطاطس، لا تجنّبها بالكامل، رغم أنها تندرج أيضاً ضمن الكربوهيدرات.

وقد أوردت ويكيبيديا دراسةً تم إجراؤها على الفئران خلصت إلى أنّ الحمية عالية الدهون تسهم في حدوث فرط إنسولين الدم. وقد تدفع نتيجةٌ كهذه بالشخص العادي إلى الحدّ من تناول الدهون. إلا أنّه وبالنظر في تلك الدراسة، نجد أنّ تلك الفئران لم تكن تخضع لنظامٍ غذائيٍ عالي الدهون فحسب، بل إلى نظامٍ عالي الدهون والكربوهيدرات في آنٍ واحد. وما قد يجهله الكثير من الناس أنّ اجتماع الكربوهيدرات بالدهون أو بالبروتين في الحمية الغذائية يؤدّي إلى ارتفاعٍ أكبر في الإنسولين، مقارنةً بتناول الكربوهيدرات منفردة.

5:02 السكري والأنظمة الغذائية عالية الكربوهيدرات

القضية هي استهلاك السكر والكربوهيدرات. لتعزيز مستويات السكر في الدم الصحية ، عليك التخلص من الكربوهيدرات والسكريات في نظامك الغذائي.

باختصار ، تعتبر الكربوهيدرات والسكريات في قلب مرض السكري. حتى الحبوب الكاملة والخضروات النشوية والسكريات “الطبيعية” يمكن أن تسبب آثارًا ضارة وتساهم في الإصابة بمرض السكري.

حقائق يخفونها عنكم في مرض السكري وسره مخفي في التعريف

المقالات ذات الصلة

ماذا سيحدث إذا توقفت تمامًا عن تناول الطعام لمدة سبعة أيام؟!

الدورة الشهرية وعلاقتها بالأستروجين

تناول البروتين حسب مشاكلك الصحية

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. إقرأ المزيد