أصبح الاهتمام بالبشرة والجلد مطلباً أساسياً للجميع. ولم يعد الأمر مقتصراً فقط على النساء للحفاظ على جمالهن ومظهرن. وإنما تعدى الأمر ليصل إلى الرجال الذين أصبحوا أيضاً مهتمين بكل ما من شأنه تقوية الجلد وإعطائه مظهراً صحياً وسليماً. في الحقيقة إن العناية بالجلد والبشرة لم تعد أمراً ثانوياً أو مجرد رفاهيةً. ولكن بات من الضروري الانتباه إلى كل عرض قد يظهر على الجلد لأنه قد يخبرنا بالكثير عن صحتنا وسلامة أعضائنا الداخلية ووظائفها. فالجلد هو أكبر أعضاء الجسم وهو خط الدفاع الأول عن الجسم ضد الجراثيم والعدوى. كما أنه ينظم حرارة الجسم ويمنع فقدان السوائل بالإضافة إلى وظيفته في حماية الأعضاء الداخلية. يعرض هذا المقال لأقوى فيتامين لصحة الجلد والبشرة ويمنحهما مظهراً صحياً ومشرقاً.
ما هو الجلد؟
لفهم كيفية الحفاظ على صحة الجلد، قد يساعدنا التعرف على بنيته.
يتكون الجلد من ثلاث طبقات:
1- البشرة
الطبقة الخارجية من الجلد – بسمك قطعة من الورق تقريبًا)، والأدمة (الطبقة الوسطى) والطبقة تحت الجلد (الطبقة الأعمق). يختلف سمك الأدمة باختلاف موقعها في الجسم. على سبيل المثال، أدمة الجفن رقيقة جدًا، لكن سماكة الأدمة الخلفية حوالي 1,4 سم. تتكون البشرة من ثلاث طبقات فرعية: الطبقة القرنية وطبقة الخلايا الحرشفية وطبقة الخلية القاعدية.
- الطبقة القرنية أو الطبقة الخارجية من البشرة هي طبقة الجلد التي يمكن رؤيتها والشعور بها. وتشكل البروتينات المعروفة باسم الكيراتين، وهو غلاف دهني مقاوم للماء، وخلايا ميتة مسطحة ومكتظة بشكل وثيق تشكل الطبقة القرنية. وتشكل هذه الطبقة الحاجز بين الجسم والعالم الخارجي.
- تنتج طبقة الخلايا الحرشفية الكيراتين للطبقة القرنية وتنقل الماء إليها أيضًا.
- أما طبقة الخلايا القاعدية فهي الطبقة الدنيا من البشرة. وهذا هو المكان الذي تتكاثر فيه خلايا الجلد وتؤدي إلى ظهور طبقات أكثر سطحية من البشرة. وينشأ النوع الأكثر شيوعًا من سرطان الجلد، (سرطان الخلايا القاعدية) من طبقة الخلايا هذه. كما توجد فيها الخلايا الميلانينية، التي تنتج الميلانين، أو صبغة الجلد، على طول هذه الطبقة بين هذه الخلايا. ويعد الورم الميلانيني أحد الأنواع الثلاثة الأكثر شيوعًا لسرطان الجلد، وينشأ من هذه الخلايا المنتجة للصبغة.
يستغرق الأمر حوالي شهر حتى تنتقل خلايا الجلد من طبقة الخلايا القاعدية إلى الجزء العلوي من الطبقة القرنية وتتسلل إلى الخارج.
2- الأدمة
هي الطبقة الوسطى من الجلد وهي مزيج متنوع من الأوعية الدموية والأعصاب وبصيلات الشعر والغدد الدهنية (أو الزيتية). كما تم اكتشاف وجود بروتينات الكولاجين والإيلاستين في الأدمة. وتوفر الأدمة الدعم والمرونة للجلد. كما يمكن لأشعة الشمس أن تكسر هذه البروتينات، وفي النهاية يبدأ الجلد في التجعد والترهل.
3- الطبقة تحت الجلد
هي طبقة من الأنسجة الدهنية التي تغذي الأدمة والطبقات العليا من الجلد. كما أنها تحافظ على حرارة الجسم وتساعد على حماية الأعضاء الداخلية من الصدمات. وتمتد الأوعية الدموية والأعصاب والغدد العرقية وبصيلات الشعر العميقة من الأدمة إلى الدهون (اللحمة).
أقوى الفيتامينات للحفاظ على صحة الجلد والبشرة
وهو أحد الفيتامينات الهامة والضرورية لصحة الجلد ولكنه ليس بفيتامين E ولا فيتامين C علماَ أنهما يتمتعان بأهمية كبيرة إلا أن ما يفوقهما أهميةً هو فيتامين B3.
فيتامين (B3)
يعد فيتامين B3 من أهم الفيتامينات الداعمة لصحة الجلد والبشرة. ويمكن أن يؤدي النقص الحاد في فيتامين B3 إلى الإصابة بما يسمى الحُصاف (البلاجرا). وقد تؤدي هذه الحالة إلى خطر الموت. كما يتجلى نقصه أيضاً في بعض الأعراض:
- طفح جلدي مصطبغ على الجلد المعرض لأشعة الشمس
- خشونة الجلد
- احمرار اللسان
- التعب أو اللامبالاة
- الإقياء، والإمساك، والإسهال
- ضعف الدورة الدموية
- الاكتئاب
- الصداع
- الهلوسة في الحالات الشديدة
ماهو مرض الحصاف (البلاغرا)؟
عند حدوث الانخفاض الحاد لفيتامين B3 في الجسم. يظهر ما يسمى بالحصاف (البلاغرا) وهي حالة من التهاب الجلد تؤدي إلى جفافه وتفتّته وتقشّره واحمراره وقد تصل حدّ تشقق الجلد ونزفه. ولذلك يعد فيتامين B3 أساسياً في الحفاظ على صحة الجلد.
فوائد فيتامين B3
داخلياً، يساهم هذا الفيتامين في حماية الحمض النووي وترميمه. ففوائده تصل إلى ما هو أعمق من الجلد بكثير كما أنه أكثر من مجرد عامل مساعد في صحة البشرة. فهو يعمل أيضاً على تعزيز الكوليسترول وقد يقلل من خطر الإصابة بالفُصام والاكتئاب. كما قد يساعد فيتامين B3 على تقليل احتمال ظهور البقع البنية على الجلد ويقلل من خطر الإصابة بسرطان الجلد ويتمتع بعوامل مضادة للشيخوخة في الجلد ويساعد على الحدّ من حب الشباب ولعل فوائده على الأرجح هي السبب في كونه أحد المحتويات في كثير من أنواع كريمات الجلد.
في عام 1931، اكتشف أحد علماء الكيمياء أن إعطاء فيتامين B3 لمرضى الحُصاف أدى إلى شفائهم ومن هنا تم ربط الإصابة بالحُصاف بنقص فيتامين B3 بعد أن تم لوحظ إلى أن المصابين به كانوا معتادين على الإكثار من تناول الذرة أو الطحين المكرّر أو الأرز أو الإفراط في شرب الكحول. إلا أن ما لجأوا إليه لحل المشكلة حينها بدلاً من إرشاد المرضى بالابتعاد عن تناول الذرة والطحين والأرز هو أنهم قاموا بتعزيز الحبوب بالصيغة الصناعية من فيتامين B3 وغيره من الفيتامينات الأخرى.
ما هي صيغة الـ B3 التي ينصح بها؟
عليكم بتناول فيتامين B3 بصيغة النيكوتيناميد فهو النوع الذي لا يسبب الشعور بالاحمرار والسخونة. وكما هو ملاحظ يمكن الحصول على هذا الفيتامين من جميع الأطعمة التي نأكلها تقريباً. ولكن تكمن المشكلة في تناول بعض الأطعمة التي من شأنها استنزاف هذا الفيتامين. لذا ينصح بالامتناع عن تناول تلك الأطعمة عن طريق اتباع حمية الكيتو والصيام المتقطع اللذان يحافظان على صحة البشرة والجسم ككل.
إن القاعدة الأساسية التي يجب الانتباه إليها عند محاولة علاج الجلد أو البشرة أو حتى الأظافر. أن سلامة الجسم داخلياً وصحة أعضائه هي سببٌ رئيسي في سلامة الأعضاء الخارجية والحفاظ على نضارتها وإشراقها.
أقوى فيتامين بلا منازع للجلد والبشرة